في اللفظ، وقلب للمعنى إلى ضده. أما اللفظ فإنه يقال: تنحس النصارى بالحاء، وأما المعنى فإنهم يقال لهم ذلك إذا تركوا أكل اللحم، ولا يقال لهم ذلك إذا أكلوه. قال "ابن دريد": هو عربي معروف لتركهم أكل الحيوان، قال: ولا أدري ما أصله. ويقال: تنحس إذا تجوع كما يقال: توحش. قال الشيخ: وكأنه مأخوذ منه كأنهم تجوعوا من اللحم.
ومن ذلك قولهم: فلان حسن الشمائل، إذا كان حسن التثني والتعطف في المشي. وإنما الشمائل الخلائق عند العرب، وأحدها شمال.
والنحويون يذهبون إلى أن شمالاً يكون واحداً وجميعاً. قال الشاعر:
(الم تعلما أن الملامة نفعها ... قليل، وما لومي أخي من شماليا)
يريد من خلقي.
ومن ذلك قولهم للشيء إذا كرهوا يرحه: ما أزفره! ، وإنما الكلام أن يقال: ما أذفره! بالذال المعجمة، والذفر حدة ريح الشيء الطيب والشيء الخبيث. قال الشاعر في خبث الريح:
(ومأولقٍ أنضجت كية رأسه ... وكرته ذفراً كريح الجورب)