ومن ذلك الخنان يضعه الناس موضع الحنكة، فيقولون: خننه إذا ضرب حنكه، كما يقولون: حنَّكه وإنما الخنان داء يأخذ الإبل في مناخرها تموت منه، وهو في الإبل مثل الزكام في الناس، والخنان أيضاً داؤٌ يأخذ الناس. قال الشاعر:
(وأشفى من تخلجٍ كل جن ... وأكوى الناظرين من الخنان)
والخنان أيضاً داء يأخذ الطير في رءوسها: يقال: إنه طائر مخنون.
ومن ذلك أما وإما، لا يفرقون بينهما، وفرق بينهما أن التي تفضل بها الجمل وتجاب بالفاء مفتوحة الهمزة. يقول: أما زيدٌ فعاقل وأما عمروٌ فعالم.
والتي تكون للشك أو التخيير مكسورة الهمزة. تقول: لقيت إما زيداً وغما عمراً، وخذ إما هذا وإما ذاك.
ومن ذلك العضروط. تذهب العامة إلى أنه الذي يحدث إذا جامع، وليس كذلك. إنما الغضروط الذي يخدمك بطعام بطنه، وهم العضاريط والعضارطة. وقال "الأصمعي": هم الأجراء، وأنشد:
(أذاك خيرٌ أيها العضارط)