التقوى تتحقق بفعل ما أمر الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - به، وترك المحذورات التي نهى الله تبارك وتعالى ورسوله - صلى الله عليه وسلم - عنها، وسأورد هنا المنهيات التي أوردها ابن القيم رحمه الله تعالى في هذا المجال بشيء من التصرف الاختصار.
اول ما يجب على العبد أن يتقيه الشرك بالله، والكفر به وبدينه ولقائه، وبصفات كماله، وبما أخبرت به رسله عنه.
وتكون البدعة إما باعتقاد خلاف الحقِّ الذي أرسل الله به رسوله، وأنزل به كتابه، وإما بالتعبد بما لم يأذن به الله من الأوضاع والرسوم المحدثة في الدين التي لا يقبل الله منها شيئاً، والبدعتان في الغالب متلازمتان، قلَّ أن تنفك إحداهما عن الأخرى. كما قال بعضهم: تزوجت بدعة الأقوال ببدعة الأعمال؛ فاشتغل الزوجان بالعرس، فلم يفجأهم إلا وأولاد الزنا يعيشون في بلاد الإسلام؛ تضج منهم العباد والبلاد إلى الله تعالى.
وقال شيخنا شيخ الإسلام ابن تيمية: تزوجت الحقيقة الكافرة، بالبدعة الفاجرة، فتولَّد بينهما خسران الدنيا والآخرة.
والشيطان إذا ظفر بالعبد، زين له الكبائر، وحسَّنها في عينه، وسّوف به، وفتح له باب الإرجاء، وقال له: الإيمان هو نفس التصديق، فلا تقدح فيه