قد يظنُّ بعض الذين لا يعلمون أنهم إذا اتقوا الله علَّمهم الله من غير معاناة في طلب العلم، وقد يحتجون على ذلك بقوله تعالى: {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمْ اللَّهُ} [البقرة: 282].
وحسبك في ردَّ هذا الخطأ أن تعلم أن هذه الآية ختم الله بها آية الدين،
فقد جاء في خاتمة تلك الآية قولة تعالى {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمْ اللَّهُ واللَّهُ بِكُلِّ شيءٍ عَلِيمٌ} [البقرة: 282].
أنسب شيء لهذه الخاتمة أن يتقي العبد ربَّه بفعل ما أمره الله تعالى بخصوص الدَّين، ومن ذلك كتابه الدَّين، وأن توكل كتابته إلى كاتب يكتب بالعدل، وأن يملل الذي عليه الحقُّ على الكاتب، ولا يبخس الذي عليه الحقُّ شيئاً من الدين، فإن كان الذي عليه الحقُّ سفيهاً أو ضعيفاً أو لا قدرة له على الإملاء، فليملل وليُّه بالعدل، وأمر الله باستشهاد شهيدين، فإن لم يوجد فرجل وامرأتان، فالالتزام بهذا الذي أمر الله تعالى به، يحتاج إلى تعلم حتى يتقيه، فإذا كان جاهلاً بتلك الأحكام لم يكن متقياً الله عز وجل بخصوص الدَّين، فمن تعلَّم الأحكام التي في الآية، والتزم بها كان متقياً لله عز وجل.