الأعمال، وربما أجرى على لسانه وأذنه كلمة طالما أهلك بها الخلق؛ وهي قوله: "لا يضرُّ مع التوحيد ذنب، كما لا ينفع مع الشرك حسنة".
فالشيطان يوسوس للإنسان ويقول له: ما عليك إذا اجتنبت الكبائر ما غشيت من اللَّمم؛ أو ما علمت بأنها تكفَّر باجتناب الكبائر وبالحسنات؟ ولا يزال يهون عليه أمرها حتى يصرَّ عليها، فيكون مرتكب الكبيرة الخائف الوجل النادم أحسن حالاً منه؛ فالإصرار على الذنب أقبح منه، ولا كبيرة مع التوبة والاستغفار، ولا صغيرة مع الإصرار، وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: «إياكم ومحقرات الذنوب، ثم ضرب لذلك مثلاً بقوم نزلوا بفلاة من الأرض، فأعوزهم الحطب، فجعل يجيء بعود، وهذا بعود، حتى جمعوا حطباً كثيراً، فأوقدوا ناراً، وأنضجوا خبزتهم؛ فكذلك فإن محقرات الذنوب تجتمع على العبد وهو يستهين بشأنها حتى تهلكه» [عزاه جامع مجموع القيم إلى أحمد: (5/ 331) والطبراني في الكبير (10/ 261) وذكر أن الألباني صححه في الصحيحة (389)].
عن النعمان بن بشير، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «اجعلوا بينكم وبين الحرام سترةً من الحلال، من فعل ذلك استبرأ لدينه وعرضه، ومن أرتبع فيه كان كالمرتع إلى جنب الحمى» [أخرجه الألباني في سلسلة الصحيحة: (896)، وعزاه إلى ابن حبان في صحيحه، والديلمي وغيرهما].
والمباحات لا حرج على فاعلها، ولكن التوسع في فعلها، قد يضير صاحبها.