قال أبو السعود: "وهو تعليل لكونه من عند اللَّه، أما من تمام كلامها فيكون في محل نصب، وأما من كلام اللَّه عزّ وجل فهو مستأنف" أراد بأنه في محل نصب مقول القول. والاستئناف أرجح، وإليه ذهب الطبري.
{هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ (38)}
هُنَالِكَ (?): هنا: ظرف مكان، أو زمان، مبنيّ على السكون في محل نصب، واللام للبُعد، والكاف حرف خطاب، وهو معلّق بـ "دَعَا".
قال أبو حيان: "أصل هنالك أن يكون إشارة للمكان، وقد يستعمل للزمان، وقيل بهما في هذه الآية، أي: في ذلك المكان دعا زكريا، أو في ذلك الوقت رأى هذا الخارق العظيم لمريم. . ".
قال السمين: ". . . وهو ظرف لا يتصرَّف بل يلزم النصب على الظرفية، وقد يُجَرُّ بـ "مِنْ" و"إلى". . . ".
دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ: دَعَا: فعل ماض. زَكَرِيَّا: فاعل مرفوع والضمة مقدّرة على الألف. رَبَّهُ: مفعول به منصوب. والهاء: في محل جَرّ بالإضافة.
* والجملة استئنافيّة لا محلّ لها من الإعراب.
قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً: قَالَ: فعل ماض، الفاعل: ضمير مستتر يعود على زَكَرِيَّا. رَبِّ: أصله "يا ربي": منادى مضاف حُذِف من قبله حرف النداء، وحذفت منه ياء النفس تخفيفًا. وتقدَّم إعرابه. هَبْ: فعل دعاء مبني على السكون. والفاعل ضمير مستتر وجوبًا تقديره "أنت". لِي: جارّ ومجرور متعلّقان بـ "هَبْ". مِنْ لَدُنْكَ: مِن: حرف جَرّ، "لَدُن": اسم مبني على السكون في محل جر بـ "مِنْ".