قوله تعالى: {وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (104) وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ} فيوجه بالأول، والمعنى: أرسلناه إلى قومه بإنذاره إياهم، أو بالأمر بإنذاره إياهم، ووضع "قومك" موضع ضمير هم لرعاية جانب المحكيّ والإشعار بكيفية الإرسال. وضمير الخطاب يتحول ضمير غيبة عند تأوّل صيغة الأمر مع "أَنْ" بالمصدر. وإن أريد بقاء تلك الصيغة وضمير الخطاب على أصلهما قُدِّر القول كما في قراءة (?) "أَنْذِرْ" بدون "أَنْ" أي: أرسلناه بأنْ قلنا له: أنذر قومك.
وههنا بحث فيما ذكروه من فوات معنى الطلب فيه، فإنه كيف يفوت وهو مذكور صريحًا في "أَنْذِرْ" ونحوه، وتأويله بالمصدر المسبوك تأويل لا ينافيه؛ لأنه مفهوم منه، أخذوه من موارد استعمالهم، فكيف يبطل صريح منطوقه، وهذا مما لا وجه له وإن اتفقوا عليه فاعرفه. . . ".
{قَالَ يَاقَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (2)}
قَالَ: فعل ماض. والفاعل: ضمير تقديره "هو" أي: نوح. يَاقَوْمِ: يَا: حرف نداء. قَوْمِ: منادى مضاف منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدّرة على ما قبل ياء النفس المحذوفة تخفيفًا. أصله: يا قومي. وياء النفس المحذوفة تخفيفًا في محل جَرٍّ بالإضافة.
إِنِّي: إِن: حرف ناسخ. والياء: ضمير متصل في محل نصب اسم "إنّ".
لَكُمْ: جارّ ومجرور، متعلِّق بـ "نَذِيِرٌ". أو هما متعلقان بمحذوف حال من "نَذِيرٌ". وهذا حال نعت النكرة إذا قُدِّم عليها.
نَذِيرٌ: خبر "إنّ" مرفوع. مبين: نعت مرفوع.
* وجملة "يَاقَوْمِ إِنِّي. . . " في محل نصب مقول القول.
* جملة "قَالَ. . . " استئنافيَّة لا محل لها من الإعراب.