أَنْ: حرف مصدريّ ونصب واستقبال. يَأْتِيَهُمْ: فعل مضارع منصوب بـ "أَنْ". والهاء: في محل نصب مفعول به مقدَّم.
عَذَابٌ: فاعل مرفوع. أليم: نعت مرفوع.
* جملة "يَأْتِيَهُمْ" صلة موصول حرفي لا محل لها من الإعراب.
"أَنْ" وما بعدها في تأويل مصدر، وهو مجرور بالإضافة، أي: من قبل إتيانهم. . .
فائدة في دخول "أَنْ" المصدريّة على الطلب
ذكر الشهاب عن أبي حيان أنه رَدّ كون "أَن" مصدرية في هذه الآية ما شابهها، وذهب إلى أنها تفسيريّة، وزعم أنّ كل ما سُمع منه من "أَن" التي بعدها فعل أمر ونحوه من الإنشائيات فـ "أَنْ" فيه تفسيرية للزوم فوات معنى الطلب على المصدرية، ولعدم صحة "أعجبني أَنْ قُمْ" مع صحة "أعجبني أن قُمْتَ، وكرهتُ أن تقومَ".
قلتُ: ما نقله عنه الشهاب من رَدّ المصدرية مع الطلب ليس في هذه الآية بل ذكر هنا الوجهين [قال الشهاب] (?): "وليس بشيء؛ لأن فوات معنى الطلب كفوات معنى المضيّ والاستقبال.
وأما عدم صحة "أعجبني أن قُمْ" ونحوه، فلأنه لا معنى لتعليق الإعجاب والكراهة بما فيه معنى الطلب. وقد منع فوات معنى الطلب لا بإضمار القول كما قيل؛ فإنه لا وصل حينئذ بالإنشاء، ولا بالإخبار حقيقة، بل بتأويله بما يدلُّ على الطّلب، فيؤوّل: "كتبتُ إليه بأن قم" بالأمر بالقيام، ولا نقض بنحو "أمرته أن قُمْ"؛ إذ جوازه فيما لا يمنحه خصوصيَّة الكلام كاف.
ولا حاجة إلى حمله على المبالغة بتقدير "أمرته بأن يأمر نفسه بالقيام أو يجعله من التجريد. اللَّهُمَّ إلّا إذ تعيَّن مصدريَّة "أنْ" مع دخولها تحت فعل الأمر، كما في