قال أبو حيان: "وأتى بالجمع في قوله: قُلُوبُكُمَا، وحَسَّن ذلك إضافتُه إلى مثنى وهو ضميراهما. والجمع في مثل هذا أكثر استعمالًا من المثنى، والتثنية دون الجمع. . . .، وهذا كان القياس، وذلك أن يعبر بالمثنى عن المثنى لكن كرهوا اجتماع تثنيتين، فعدلوا إلى الجمع، لأن التثنية جمع في المعنى.
والإفراد لا يجوز عند أصحابنا إلا في الشعر. . .
وغلط ابن مالك، فقال في "كتاب التسهيل" (?): ونختار لفظ الإفراد على لفظ التثنية". قلنا: إنه ليس بغلط بل هو وجه وجيه، ولكن للقرآن خصوصيته.
وقال العكبري: "قُلُوبُكُمَا: إنما جمع وهما اثنان لأن لكل إنسان قلبًا، وما ليس في الإنسان منه إلا واحد جاز أن يجعل الاثنان فيه بلفظ الجمع، وجاز أن يُجْعَلَ بلفظ التثنية. وقيل: وجهه أن التثنية جمع".
* * *
وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ:
الواو: حرف عطف. إِنْ: حرف شرط جازم. تَظَاهَرَا: أصله: تتظاهرا، فحذفت إحدى التاءين تخفيفًا، وهو مضارع مجزوم بـ "إن" لأنه فعل الشرط، وعلامة جزمه حذف النون. والألف: ضمير في محل رفع فاعل. عَلَيْهِ: جارّ ومجرور، متعلِّق بالفعل قبله.
والمعنى: وإن تتعاونا عليه في إفشاء السِّرِّ والغيرة، فإن اللَّه هو مولاه، أي: مظاهره ومعينه.
وجواب الشرط محذوف (?)، أي: فلا يعدم ناصرًا ولا معينًا.
فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ:
فَإِنَّ: الفاء: تعليليَّة. إنّ: حرف ناسخ. اللَّهَ: لفظ الجلالة اسم "إِنَّ" منصوب.