2 - ذهب مَكّي إلى جواز أن يكون الاسمُ الموصولُ هو الخبر لـ "إنَّ".
قال: كما تقول: "زيدٌ منطلقٌ فقُمْ إليه".
قال السمين: "وفيه نظر؛ لأنه لا ترتيب بين قوله: "قُلْ إِنّ الْمَوْتَ الَّذِى تَفِرُّونَ مِنْهُ"، وبين قوله: "فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ"؛ فليس نظيرًا لما مثَّله".
تَفِرُّونَ: فعل مضارع مرفوع. والواو: في محل رفع فاعل.
مِنْهُ: جارّ ومجرور، والجارّ متعلِّق بـ "تَفِرُّونَ".
فَإِنَّهُ:
في هذه الفاء ما يأتي (?):
1 - داخلة لما تضمَّنه الاسمُ الموصولُ من معنى الشرط؛ فهي فاء الجزاء. وحكم الموصوف بالموصول حكم الموصول في ذلك.
وهذا قول مكّي، وتكون الجملة هي الخبر.
2 - أنها مزيدةٌ مَحْضَةُ، وليست للتضمين الذكور من قبل، وهو رأي الفراء، ورأى السمين الوجه الأول فاسدًا من وجهين:
الأول: أن هذا إنما يجوز إذا كان المبتدأ أو اسم "إنّ" موصولًا، واسم "إنّ" هنا ليس موصولًا، وإنما هو موصوف بالموصول. وأجيب عن هذا بأنّ الموصوف وصفته شيء واحد.
الثاني: أن الفرار من الموت لا ينجي منه، فلم يُشْبه الشرط، يعني أنه محقَّق، فلم يُشْبه الشرط الذي من شأنه الاحتمال.
وأجيب عن هذا الاعتراض بأن خلقًا كثيرًا يظنون أنّ الفرار من أسباب الموت ينجيهم من وقت لآخَرَ.