{ذَلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَى (30)}
ذَلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ:
ذَلِكَ: اسم إشارهَ في محل رفع مبتدأ. واللام: للبُعد. والكاف: حرف خطاب. وهو إشارة إلى جعلهم الملائكة بنات اللَّه.
وقيل: هو إشارة إلى الظن المتقدِّم. مَبْلَغُهُمْ: خبر مرفوع. والهاء: في محل جَرٍّ بالإضافة. مِنَ العِلْمِ: جارّ ومجرور، متعلق بـ "مَبْلَغُهُمْ".
* والجملة (?) اعتراضيَّة لا محل لها من الإعراب.
قال الزمخشري: "اعتراض، أي: فأعرِض عنه ولا تقابله إنّ ربك هو أعلم بالضال والمهتدي".
قال أبو حيان: "وكأنه يقول: هو اعتراض بين "أَعْرِضْ" وبين "إِنَّ رَبَّكَ". ولا يظهر هذا الذي يقوله من الاعتراض".
وذكر السمين قول الزمخشري، وتعقيب شيخه أبي حيان، ثم تعقب شيخه، ورَدّ ما اعترض به على الزمخشري، وعبارته.
وقال أبو السعود: "وقوله: "ذَلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ العِلِمِ" اعتراض مقرِّر لمضمون ما قبله من قصر الإرادة على الحياة الدنيا".
وذكر ابن عطية اتصال "إِنَّ رَبَّكَ" بقوله: "فَأَعْرِضْ" ولم يُصَرِّح بالاعتراض.
* وذهب الشوكاني إلى أن الجملة مستأنفة لتقرير جهلهم وأتباعهم مجرد الظن. ثم قال: "وقيل: معترِضة بين المعلل والعِلّة. . . ".