3 - ويجوز أن تكون الباء سببيَّة، وتتعلَّق على هذا الوجه بمضمون الجملة المنفيَّة. وهذا هو مقصود الآية. والمعنى عند السمين: "انتفى عنك الكهانة والجنون بسبب نعمة اللَّه عليك، كما تقول: ما أنا بمعسرٍ بحمد اللَّه وعنايته".
4 - والوجه الرابع هو الوجه الأول الذي بدأ به السمين، فذكر أنه مُقْسَم به، متوسط بين اسم "مَا" وخبرها. ويكون جواب القسم على هذا محذوفًا لدلالة المذكور عليه.
والتقدير عنده: ونعمةِ ربك ما أنت بكاهن ولا مجنون. وعلى هذا الوجه يتعلَّق حرف القسم بالفعل المقدَّر للقسم.
رَبِّكَ: مضاف إليه. والكاف: في محل جَرٍّ بالإضافة.
بِكاهِنٍ: الباء: حرف جَرّ زائد.
كَاهِنٍ:
1 - مجرور لفظًا مرفوع محلًا خبر "أَنْتَ".
2 - أو مجرور لفظًا منصوب محلًا خبر "مَا".
* والجملة معطوفة على الجملة الأولى، وفيها معنى التعليل للطلب.
{أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ (30)}
أَمْ (?):
1 - ذهب العكبري وغيره من العلماء إلى أن "أَمْ" في هذه الآية وما جاء بعدها منقطعة. وتقدَّر بـ "بل"، أو بـ "بل" والهمزة، أو الهمزة وحدها.
والصحيح عند السمين الثاني وهو: بل والهمزة.