3 - في محل نصب بإضمار "أعني".
4 - في محل رفع خبر مبتدأ مقدَّر، أي: هو أنكم.
ذكر هذه الأوجه العكبري.
فائدة (?) في الجمع بين "ما" المصدرية و"أنّ"
قال الفراء: ". . وقد يقول القائل: كيف اجتمعت "مَا" و"أنّ"، وقد يُكتفي بإحداهما عن الأخرى؟
وفيه وجهان:
1 - أحدهما: أن العرب تجمع بين الشيئين من الأسماء والأدوات إذا اختلف لفظهما. فمن الأسماء قول الشاعر:
من النفر اللائي الذين إذا هُمُ ... يَهابُ اللئامُ حَلْقَةَ البابِ قَعْقَعوا
فجمع بين اللائي والذين، وأحدهما مجزئ عن الآخر.
وأما في الأدوات فقوله:
ما إِنْ رأيت ولا سمعتُ بمثله ... كاليوم طالي أَيْنُقِ جُرُبِ
فجمع بين "مَا" وبين "إنْ"، وهم جَحْدان، أحدهما يجزي عن الآخر.
2 - وأما الوجه الآخر، فإن المعنى لو أفرد بـ "مَا" لكان كأن المنطق في نفسه حق لا كذب، ولم يُرَدْ به ذلك، إنما أرادوا أنه لحقّ كما حقٌّ أن الآدميّ ناطق.
ألا ترى أن قولك: أحقٌّ منطقك؟ معناه: أحقُّ هو أم كذب؟
وأنّ قولك: أحقٌّ أنك تنطق؟ معناه: أللإنسان النطق لا لغيره؟
فأدخلت "أن" لِيُفَرّق بها بين المعنيين. وهذا أعجب الوجهين إليّ".