الَّذِينَ: اسم موصول معطوف على "لِلَّذِينَ آمَنُوا" في الآية السابقة، فهو مثله في محل جَرٍّ.
وذكر العكبري وجهين آخرين:
1 - في محل نصب بإضمار "أعني".
2 - أو في محل رفع خبر مبتدأ، أي: "هم".
وهذان الوجهان لا يصحّان مع وجود الواو.
3 - ونقل أبو حيان - وتبعه السمين - وجهًا ثالثًا هنا عن العكبري، وهو أنّ "الَّذِينَ" في محل جَرّ على البدليَّة.
وهذا الوجه الثالث لم أجده عند العكبري في الإعراب، فلعلّه ذكره في كتاب آخر له.
كما ذكر الأوجه الثلاثة الشوكاني.
قال أبو حيان: "وقع لأبي البقاء وهم في التلاوة؛ اعتقد أنها "الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ"، بغير واو، فبنى عليها الإعراب، فقال: "الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ": في موضع جَرّ بدلًا من "الَّذِينَ آمَنُوا"، ويجوز أن يكون في موضع نصب بإضمار "أعني"، وفي موضع رفع على تقدير "هم". انتهى".
وقال السمين: ". . . وهذا وَهْمٌ منه في التلاوة، كأنه اعتقد أن القرآن: وعلى ربهم يتوكلون. الذين يجتنبون. فبنى عليه ثلاثة الأوجه بناءً فاسدًا".
ونقل الجمل في الحاشية عن الكرخي الرّدّ على أبي البقاء.
قلنا: أما البدليّة فليست مثبتة في الإعراب عند العكبري، وأما الوجهان الآخران فهما مثبتان مع الوجه الأول وهو العطف.
وقال الشهاب: "وإذا نصب "الذين" على المدح بمقدَّر، فالواو اعتراضيَّة كما ذكره الرضي.
وإعرابه بَدَلًا سهو؛ لمنع الواو عنه".