1 - منصوب على الصَّرف، أي: صَرْف العطف عن اللفظ إلى العطف على المعنى، فإنه لما لم يحسن عطف "يَعْلَمَ" مجزومًا على ما قبله؛ إذ المعنى عندئذ. إن يشأْ يَعْلَمْ - عدل إلى العطف على مصدر الفعل الذي قبله. ذكره الزجاج، وذكره أبو حيان للبصريين، ولا بُدّ في هذا الوجه من تقدير "أن"؛ ليكون مع الفعل في تأويل المصدر، فيحسن عطفه على الاسم.

قال مكي: "فَصَرفه عن العطف على اللفظ، وعطفه على مصدر الفعل الذي قبله، والمصدر اسم، فلم يمكن عطف فعل على اسم، فأضمر "أن" لتكون مع الفعل مصدرًا، فيعطف حينئذٍ مصدر على مصدر؛ فلذلك أضمر "أنْ"، ونصب بها الفعل".

2 - ذهب الكوفيون إلى أنه منصوب بواو الصَّرْف نفسها، لا بإضمار "أن".

قال الفرّاء: "ويعلم الذين مردودة على الجزم، إلّا أنه صُرِف، والجَزْمُ إذا صُرف عنه معطوفه نُصِب. .".

وأنت ترى أنه لم يبيّن الناصب: أن المضمرة، أو الواو: ولكن مذهب الكوفة النصب بالأحرف نفسها في باب نصب المضارع.

وذكر ابن عطية ما تقدَّم، وقدّر "أنْ" بعد واو الصرف، وعزاه للكوفيين. قال أبو حيان: "وليس قوله تعليلًا لقولهم: واو الصرف، إنما هو تقرير لمذهب البصريين، وأما الكوفيون فإن واو الصرف ناصبة بنفسها، لا بإضمار "أَنْ" بعدها".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015