وقوله: وصاليات ككما يُؤْثَفَيْن.

ليس بجيِّد؛ لأن "مثلًا" اسم، والأسماء لا تُزاد؛ بخلاف الكاف فإنها حرف فتصلح للزيادة".

وذكر السمين ما ذكره شيخه مختصرًا.

وذهب العكبري إلى أن التقدير على هذا الوجه "ليس كهو شيء". . .، وهذا قول بعيد".

3 - الوجه الثالث: أن العرب تقول: مِثْلُكَ لا يفعل كذا، يريدون به المخاطب، كأنهم إذا نفوا الوصف عن مثل الشخص كان نفيًا عن الشخص، وهو من باب المبالغة، فجرت الآية في ذلك على نهج كلام العرب من إطلاق المثل على نفس الشيء.

وعلى هذا الذي ذكره أبو حيان وغيره يكون التقدير: ليس كنفسه شيء. فلا زيادة هنا كما مَرّ في التقديرين السابقين.

4 - الوجه الرابع: أن يراد بالمثل الصِّفة، ويكون المعنى: ليس مثلَ صفته تعالى شيء من الصفات.

وتكون الكاف: خبر "لَيْسَ" ومثل مضاف إليه، وشيء: اسمه قال أبو حيان "وهذا محمل سهل. . .".

5 - النص عند مكي على غير ما سبق قال: "الكاف حرف جَرّ. وشيء: اسم "لَيْسَ"، وكمثله: الخبر" وهذا يعني أن الكاف ليست حرف جَرٍّ زائدًا، والتقدير عنده على هذا: ليس شيء كائنًا كمثله.

6 - وذكر الطوسي أنه خطر له وجه وافقه عليه المرتضى علي بن الحسين الموسوي، وهو ألا تكون الكاف زائدة، ويكون المعنى أنه نفى أن يكون لمثله مثل، وإذا ثبت أنه لا مثل له فلا مثل له أيضًا؛ لأنه لو كان له مثل لكان له أمثال، قال: ". . . لأن الموجودات على ضربين: أحدهما: لا مثل له كالقدرة، فلا أمثال لها أيضًا.

والثاني: له مثل كالسواد والبياض، وأكثر الأجناس، فله أمثال أيضًا، وليس في الموجودات ما له مثل واحد فحسب.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015