9 - وذهب بعض نحاة الكوفة إلى أن الخبر "وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ" وهو آخر هذه الآية، قلتُ: ذهب إلى هذا الفراء.
قال الفراء: "يقال: أين جواب "إنّ"؟ فإن شئت جعلته "أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ. . ."، وإن شئت كان قوله: "وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (41) لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ"، فيكون جوابه معلومًا، فيترك، وكأنه أعرب الوجهين وأشبهه بما جاء في القرآن".
قال أبو حيان: "وهذا لا يُتَعقّل؛ "وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ" جملة حالية، كما تقول: جاء زيدٌ وإنّ يده على رأسه. أي: كفروا به وهذه حاله".
* وجملة "إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا. . ." (?) استئنافيَّة مقرِّرة لما قبلها.
وتقدَّم معنا قول الزمخشري: إنها بَدَل من قوله: "إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ. . .".
وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ:
الواو: للحال. إِنَّه: إِنَّ: حرف ناسخ. والهاء: في محل نصب اسم "إن".
لَكِتَابٌ: اللام: هي المزحلقة. كِتَابٌ: خبر "إنّ" مرفوع. عَزِيزٌ: نعت لـ "كِتَابٌ" مرفوع مثله.
* 1 - والجملة (?) في محل نصب حال.
2 - وتقدَّم قول الكوفيين: إنها خبر "إن"، ورَدُّ أبي حيان وغيره من النحويين لهذا الوجه.
3 - ويجوز فيها أن تكون مُسْتَأْنفة لا محل لها من الإعراب.