كَفَرُوا بِالذِّكْرِ"؛ فالمحكوم به على المبدل منه هو المحكوم به على البدل، فيكون التقدير: إنّ الذين يلحدون في آياتنا إن الذين كفروا بالذكر لما جاءهم لا يخفون علينا".

قال الشهاب: "بَدَل كُلّ من كُلّ، ظاهره أن كلمة "إِنَّ" مع الاسم بَدَل من "إِنَّ" مع الاسم. وقد قال المحقق في شرحه إنه إبدال غريب ليس من إبدال المفرد ولا من إبدال الجملة. . .، ولا وجه لما ذكر فإن الجملة بَدَلٌ من الجملة. . .".

6 - وذهب ابن عطية إلى أن الخبر هو ما أضمر بعد "حَكِيمٍ حَمِيدٍ" في الآية/ 42.

قال: "والذي يَحْسُن في هذا هو إضمار الخبر، ولكنه عند قوم في غير هذا الموضع الذي قدَّره هؤلاء، وإنما هو بعد "حَكِيمٍ حَمِيدٍ"، وهو أشد إظهارًا لمذمَّة الكفار؛ لأن قوله تعالى: "وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ" داخل في صفة الذكر المكذَّب به، فلم يتم ذكر المخبر عنه إلا بعد استيفاء وصفه. . .". قال بعده أبو حيان "وهو كلام حسن".

7 - ذهب أبو حيان إلى أنّ الخبر مذكور، لكنه حذف منه عائد يعود على اسم "إنّ"، وذلك قوله: "لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ"، أي: الباطل منهم، أي: الكافرون به، أو تكون "أل" عوضًا من الضمير على قول الكوفيين، أي: لا يأتيه باطلهم.

8 - وذكر أبو حيان أنه قد يكون الخبر قوله: "مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ" الآية/ 43، أي: أوحي إليك في شأن هؤلاء المكذين لك ولما جئت به مثل ما أوحي إلى من قبلك من الرسل، وهو أنهم عاقبتهم سيئة في الدنيا بالهلاك، وفي الآخرة بالعذاب الدائم.

قال أبو حيان: "وغاية ما في هذين التوجيهين حذف الضمير العائد على اسم "إن"، وهو موجود نحو قوله: السمن منوان بدرهم، أي: منوان منه".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015