فقال له أبو عمرو. إنه منك لقريب "أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ". . .".
ورَدّ الحوفي هذا الوجه كما يلي:
1 - ويَردُ على هذا القول كثرة الفَصْل.
2 - وأنه ذُكِر هناك من تكون الإشارة إليهم، وهو، قوله: "وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ".
قال السمين بعد هذا: "واسم الإشارة يعود إلى أقرب مذكور".
2 - وقيل: الخبر محذوف، وخبر "إِنَّ" يُحْذَف لفهم المعنى، وسأل (?) عيسى بن عمر عمرو بن عبيد عن ذلك فقال عمرو: "معناه في التفسير: إن الذين كفروا بالذكر لما جاءهم كفروا به وإنه لكتاب".
فقال عيسى: "أجدت" يا أبا عثمان.
3 - وقال قوم: تقدير الخبر معاندون أو هالكون.
4 - وقال الكسائي: قد سَدّ مَسَدّه ما تقدَّم من الكلام قبل "أن"، وهو قوله: "أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ".
قال أبو حيان: كأنه يريد دَلّ عليه ما قبله فيمكن أن يُقَدّر: يخلدون في النار".
وذكر الشوكاني قول الكسائي: "وقال الكسائي: إنه سَدّ مَسَدّه الخبر السابق، وهو "لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا"".
5 - وقال الزمخشري: "فإن قلت: بمَ اتَّصل قوله: "إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ" قلتُ: هو بَدَل من قوله: "إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا" [الآية/ 40].
قال أبو حيان: "ولم يتعرَّض بصريح الكلام في خبر "إنّ" أمذكور هو أو محذوف، لكن قد يُنْتَزَعُ من كلامه هذا أنه تكلّم فيه بطريق الإشارة إليه؛ لأنه ادّعى أنّ قوله: "إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ" بَدَل من قوله: "إِنَّ الَّذِينَ