{إِذْ جَاءَتْهُمُ الرُّسُلُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ قَالُوا لَوْ شَاءَ رَبُّنَا لَأَنْزَلَ مَلَائِكَةً فَإِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ (14)}
إِذْ جَاءَتْهُمُ الرُّسُلُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ:
إِذْ: وفيه الأوجه الآتية (?):
1 - ظرف مبني على السكون في محل نصب، والعامل فيه "أَنْذَرْتُكُمْ"، مثل: لقيتك إذ كان كذا.
ورَدّ هذا الوجه أبو السعود، ورآه غير سديد لفساد المعنى، ورَدَّه الهمذاني أيضًا.
2 - ظرف، والعامل فيه النصب "صَاعِقَةً"؛ فهي بمعنى العذاب، أي: أنذرتكم العذاب الواقع في وقت مجيء رسلهم.
ولم يذكر أبو حيان غير هذا الوجه.
3 - ظرف متعلق بمحذوف صفة لصاعقة الأولى "صَاعِقَةً. . ."، وهو عند أبي السعود غير سديد لفساد المعنى.
4 - حال من صاعقة الثانية، أي: "مثل صاعقة ثمود"، وهو للعكبري، وأخذ بهذا الوجه أبو السعود.
وذكر الوجهين الثالث والرابع العكبري، وتعقَّبه السمين فقال: "وفيهما نظر؛ إذ الظاهر أنّ الصاعقة جُثَّة، وهي قطعة نار تنزل من السماء فتحرق. . .، فلا يقع الزمان صفة لها, ولا حالًا عنها، وتأويلها بمعنى العذاب إخراج لها عن مدلولها من غير ضرورة.
وإنما جعلها وصفًا للأول لأنها نكرة، وحالًا من الثانية لأنها معرفة؛ لإضافتها إلى علم. . .".