أو بـ "قَدَّرَ"، أي: قدَّر فيها الأقوات لأجل الطالبين لها المحتاجين إليها من المقتاتين. . .".
فائدة في الفذلكة (?)
تقدَّم الحديث عن الفَذْلَكَة في الجزء الأول 2/ 150 الحاشية/ 3 في قوله تعالى: "تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ" سورة البقرة/ 196.
وكَرَّر الحديث فيها هنا الشهاب مُبَيِّنًا معناها لما ورد في نص الزمخشري الذي نقلناه "فَذْلَكة لمدة خلق الله الأرض وما فيها"، وما ورد في نص البيضاوي. قال: "الفَذْلَكَةُ بمعنى جملة الحساب، وهو لفظ منحوت من قولهم بعد العدد لشيء: فَذَلك يكون كذا، فاستشعروا منه "فَعْلَلَة" مَصْدرًا، وقالوا في جمع فَذْلَكة: فذالِك، لكنه قيل عليه: إنّ الفذلكة يذكر فيها تفاصيل أعداد، ثم يُؤْتى لها بجملة، فيُقال مثلًا: هنا يومان ويومان، فهي أربعة.
وما هنا ليس كذلك، فكيف يكون فَذْلَكة، وهو لم يُذْكَر فيه أَحَدُ المقدارَيْن؟ . فإمّا أن يُقال: إنه للعلم به نُزِّلَ مَنْزِلة المذكور.
أو يُقال: المراد أنه جارٍ مَجْرَى الفَذْلَكة. . .، وما قيل: إنّ الفذلكة بمعنى الإنهاء كما في القاموس: فَذْلَك حسابَهُ: إذا أنهاه وفرغ منه، وبالأربعة ينتهي مقدار مُدّة خلق الأرض وما فيها.
فمع كونه ليس مراد المصنِّف رحمه الله، قَطْعًا لا يُعْتَمد ما ذكره في القاموس (?)؛ لمخالفته للاستعمال، وكلام الثقات، كما لا يخفى على مَن له إلمام بالعربية والآداب، مع أنّ مراده ما ذكرناه، لكن في تعبيره نَوْعُ قصور هو الذي غَرَّ هذا القائل".