ولا تستنكر حديثنا هنا في "الفَذْلَكة" بعد الذي سبق بيانه في الجزء الأول، فقد بَعُدَ العهد بما سبق، وهنا جديد لم يُذْكَر من قبل، فيه بيان ونفع لم يتقدَّم؛ فإن السياق مختلف، والبيان لازم لا مَفَرَّ.
{ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11)}
ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ:
ثُمَّ: حرف عطف للتراخي الرتبي (?)، وليست للتراخي الزماني.
اسْتَوَى: فعل ماض. والفاعل ضمير مستتر تقديره "هو".
إِلَى السَّمَاءِ: جارّ ومجرور. متعلِّق بـ "اسْتَوَى".
معنى استوى هنا قصَدَ وتوجَّه.
* الجملة معطوفة على جملة "قَدَّر"؛ فلها حكمها.
وَهِيَ (?): الواو: الواو للحال. هِيَ: ضمير في محل رفع مبتدأ. دُخَانٌ: خبر المبتدأ مرفوع.
* الجملة في محل نصب على الحال من "السَّمَاءِ".
وسَمَّوه التشبيه (?) الصُوري؛ لأن صورتها صورة الدخان في رأي العين.
فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا:
فَقَالَ: الفاء: حرف عطف. قَالَ: فعل ماض. والفاعل: ضمير مستتر تقديره هو.