والمصدر المؤوَّل في محل جَرٍّ باللام متعلِّق بفعل مقدَّر، أي: خلقها "لتبلغوا. . ."، أو هو معطوف على المصدر السابق المؤوَّل من "لتركبوها".
وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ:
تقدَّم إعراب هذه الجملة في سورة المؤمنون الآية/ 22.
- على الفلك:
وذكروا هنا أنه تعالى قال: و"وَعَلَى الْفُلْكِ" للمشاكلة مع "عَلَيْهَا"، والأصل أن يكون "في الفلك".
قال أبو حيان (?): "ولما كان الفلك يصحُّ أن يُقال فيه: حمل في الفلك، كقوله: "احْمِلْ فِيهَا. . ." [هود/ 40] , وما يصحّ أن يُقال فيه: حمل على الفلك - اعتبر لفظ "عَلَى" لمناسبة قوله: "وَعَلَيْهَا"، وإن كان معنى "في" صحيحًا".
وقال السمين (?): "قوله: "وَعَلَى الْفُلْكِ": اختير لفظ "عَلَى" هنا على لفظ "في"، كقوله: "قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا" [هود/ 40] لمناسبة قوله: "وَعَلَيْهَا"، كذا أجابوا. ويظهر أنّ "في" هناك أَلْيَقَ؛ لأن سفينة نوح على ما يُقال كانت مُطبِقة عليهم، وهي محيطة بهم كالوعاء، وأمّا غيرها فالاستعلاء فيه واضح؛ لأن الناس على ظهرها".
ذكر الجمل مثل هذا عن الكرخي.
وقال الشهاب (?): "وأما قول ابن الحاجب في الأمالي: إنّ الاستعلاء فيه أظهر من الظرفيّة؛ فلذا لم يُورد بـ "في" لأنّ الإنسان يسكن في أعلاه لا في باطنه كغيره، وقوله: "في الفلك المشحون" لنكتة ذكرها، فغير مُسَلَّم مع أن تسليمه لا ينافي المشاكلة كما توهّم".