مَا: زائدة أو مصدرية، ومعناه لا تذكُّر لهم؛ لأنه قد يُطْلق لفظ القِلَّة ويُراد بها النفي. كذا جاء النص عند ابن الأنباري ومثله عند الهمذاني.
وزاد على ذلك قوله: "وقيل: نعت لزمان، أي: وقتًا أو زمانًا قليلًا. و"مَا" مع الفعل بتأويل المصدر في موضع رفع بقوله: "قَلِيلًا"، أي: قليلًا تذكرهم، أو نذكركم، على قدر القراءتين (?)، والوجه هو الأول، ومثل هذا عند ابن خالويه.
* وجملة: "تَتَذَكَّرُونَ" صلة الموصول الحرفي لا محل لها على أن "مَا" مصدرية، واستئنافية على أن "مَا" زائدة.
فائدة في زيادة "لا"
قال الشهاب (?): "قوله: "وزيادة "لَا" في المسيء، إلخ" ليس المراد أنها زائدة رأسًا، بل أنها أعيدت تذكيرًا للنفي السابق؛ لما بينهما من الفَصْل بطول الصِّلة؛ لأنّ المقصود بالنفي أنّ الكافر المسيء لا يساوي المؤمن المحسن، وذكر عدم مساواة الأعمى للبصير توطئة له، ولو لم يُعدِ النفي فيه ربما ذُهِل عنه؛ وظُنّ أنه ابتداء كلام. ولو قيل: ولا الذين آمنوا والمسيء، لم يكن نصًّا فيه؛ لاحتمال أنه مبتدأ. "قليلًا ما تذكرون" خبره، وجُمِع على المعنى، فما قيل من أنّ المقصود نفي مساواته للمحسن لا نفي مساواة المحسن له، إذ المراد بيان خسارته؛ فلذا اكتفى بالنفي السابق في الذين آمنوا فيه، أن المراد نفي المساواة من الطرفين. فتأمّل".
{إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ (59)}
إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا:
تقدَّم إعراب مثل هذه الجملة في سورة الحج الآية/ 7 "وأَنّ. . .".
وتقدَّم إعراب "لَا رَيْبَ فِيهَا" في الآية الثانية من سورة البقرة: "لَا رَيْبَ فِيهِ".