قال الجَمَل بعد نقل نص الفراء: "والأَوْلى أن يجعل "حقًا" في كلامه مفعولًا مطلقًا لفعل محذوف دلَّ عليه "لَا جَرَمَ"، وقوله "أنّ ما تدعونني إليه" فاعل بذلك الفعل المحذوف، والمعنى: حقَّ أنّ ما تدعونني إليه حقًا. . .".
أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ:
أَنَّ: حرف ناسخ. مَا: اسم موصول في محل نصب اسم "أن".
تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ: تقدَّم إعرابه مرتين في الآيتين السابقتين.
* جملة "لَا جَرَمَ. . ." استئنافيَّة لا محل لها من الإعراب.
* جملة "تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ" صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.
* جملة " أَنّ"، وما بعدها فيها ما يلي:
1 - في محل رفع فاعل للفعل "جَرَمَ" على الوجه الأول.
2 - "لَا جَرَمَ" في موضع رفع بالابتداء، وأنّ: مع "ما" وخبرها، في موضع الخبر لهذا المبتدأ. ذكر هذا الهمذاني.
3 - في محل جَرِّ بحرف الجَرّ الباء، أو في، وهو متعلِّق بمحذوف خبر "لَا".
لَيْسَ: فعل ماض ناقص. لَهُ: جارّ ومجرور، متعلِّق بالخبر. دَعْوَةٌ: اسم ليس مرفوع. في الدُّنْيَا: جارّ ومجرور، متعلِّق بمحذوف صفة لـ "دَعْوَةٌ".
وَلَا فِي الْآخِرَةِ: الواو: حرف عطف. لَا: نافية مؤكدة للنفي السابق.
فِي الْآخِرَةِ: وهو معطوف على "فِي الدُّنْيَا" ومتعلق بما تعلق به.
* والجملة خبر "أنّ"، فهي في محل رفع.
فائدة: أنّ ما - أنما (?)
ذكرنا مرارًا أنّ الكتابة القرآنية لا يُقاس عليها؛ فلها خصوصيتها، وعلى ذلك نقول: أنما: كذا جاءت في القرآن وخطِّه.