وصرَّح بهذا مكي، قال (?): "وكذلك: "الَّذِينَ كَانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ" فيه الوجهان".
وقال مثل هذا ابن الأنباري.
كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الْأَرْضِ:
كَانُوا (?): يجوز فيها الوجهان التمام والنَّقص. وعلى هذا فالواو في محل رفع فاعل أو اسمه.
هُمْ (?):
1 - ذهبوا فيه إلى أنه ضمير فَصْل لا محل له من الإعراب. ذكر هذا الزمخشري. وذكر مثله ابن خالويه، ققال: "وهم: فاصلة عند البصريين، وعماد عند الكوفيين. . .".
2 - تعقَّب أبو حيان الزمخشري، وذهب إلى أنّ الفصل لا يتعيَّن؛ إذ يجوز أن يكون توكيدًا لضمير "كَانُوا" وذكر مثل هذين الوجهين الهمذاني، والشهاب.
قالوا: "وضمير الفَصل لا يقع إلا بين معرفتين، وهنا وقع بين معرفة ونكرة، والذي سَوّغ ذلك كون النكرة هنا مشابهة للمعرفة من حيث امتناع دخول أل عليها؛ لأن أفعل التفضيل المقرون بـ "من" لا تدخل عليه "أل". انتهى. الجَمَل عن شيخه.
أَشَدَّ (?):
- إذا كان الفعل "كَانُوا" فعلًا ناسخًا، كانت الواو ضميرًا اسمًا له. و"أَشَدَّ": خبرًا عنه.