قال: "وإنْ شئت نصبته بفعل تضمره قبله؛ لأن الأمر والنهي لا يتقدّمهما إلا الفعل" وهو رأي الكسائي أيضًا. وذكره عنهما مكي: أي: بل اعبد الله فاعبد.
قال الزجاج: "نَصْب لفظ "الله" جَلَّ وعَزّ بقولك "فاعبد" وهو إجماع في قول البصريين والكوفيين، والفاء جاءت على معنى المجازاة، كأنه قال: قد تبيّنت فاعبد الله".
فَاعْبُدْ:
1 - الفاء (?): حرف عطف. عطفت على مقدّر، أي: فلا تشرك بل الله. . .، أو تنبه فاعبد. وعُزِي لسيبويه.
2 - وذهب الزمخشري إلى أنها فاء الجزاء، وهو مذهب الزجاج وقعت في جواب شرط، أي: إنْ كنتَ عاقلًا فاعبد الله، فحذف الشرط، وجعل تقديم المفعول عوضًا عنه. كذا عند الزمخشري. وتعقبه أبو حيان بأن تقديم المفعول لا يكون عوضًا من الشرط؛ لجواز: إن يجئ زيدٌ فعمرًا اضرب. فلو كان تقديم المفعول عوضًا عن الشرط لم يجز الجمع بينهما؛ لأنه يكون جمعًا بين العوض والمعوض منه.
3 - وذهب الأخفش إلى أن الفاء زائدة. كذا عند الشوكاني، وابن الأنباري، والهمذاني ومكي. ولم يذكره الأخفش (?) في موضع هذه الآية.
وذكر هذا الشهاب للفراء والكسائي.
* وجملة "فَاعْبُدْ" فيها ما يأتي (?):
* الجملة:
1 - واقعة في جواب شرط مقدَّر فهي في محل جزم، وهذا على تقدير الزمخشري.