وبعد انتهاء هذه الآية تفسيرًا عند أبي حيان ذكر من أنواع المعاني والبيان أشياء حسنة. واقتفى أثره في ذلك تلميذه السمين، وهي لا تغيّر من الإعراب شيئًا، ولكن فيها من بلاغة البيان القرآني شيء كثير في جمل قليلة.

- ومما ذكراه في الجملة الأخيرة ما يأتي (?):

قال أبو حيان: "وأكّد الجملة بـ "إنّ" مبالغة في الوعد بالغفران، ثم وصف نفسه بما سبق في الجملتين من الرحمة والغفران بصيغتي المبالغة، وأكّد بلفظ "هو" المقتضي عند بعضهم الحَصْر".

ومن هذا تفهم أن الضمير "هو" ضمير فَصْل، وإلى هذا ذهب السمين. مع أنه يكون أبلغ لو قدّرته مبتدأ، وما بعده الخبر، والجملة خبر "إنّ"، ويجوز أن يكون توكيدًا لضمير النصب في "إنّ".

{وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ (54)}

وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ:

الواو: استئنافيَّة، أو حرف عطف. أَنِيبُوا: فعل أمر. والواو في محل رفع فاعل. إلى ربكم: جارّ ومجرور. والكاف في محل جَرّ بالإضافة. والجارّ متعلِّق بالفعل "أنيبوا".

وفي محل الجملة قولان (?):

1 - الأول: الاستئناف، ذكره الشوكاني، قال: ". . . على أنه يمكن أن يُقال: إن هذه الجملة مستأنفة خطابًا للكفار الذين لم يُسْلِموا؛ بدليل قوله: "وَأَسْلِمُوا لَهُ"، جاء بها لتحذير الكفار وإنذارهم بعد ترغيب المسلمين بالآية الأولى وتبشيرهم".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015