ب- بدل من جملة "فَضَّلْنَا" فلها محلها على الأوجه التي تقدمت فيها، في محل رفع، أو في محل نصب، أو لا محل لها من الإعراب.

قال ابن هشام (?): "وقال بعض المتأخرين في تجويز أبي البقاء في قوله تعالى: "مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ" إنه يجوز كون الاسمية بدلًا من "فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ" هذا مردود لأن الاسمية لا تبدل من الفعلية، ولم يقم دليل على امتناع ذلك" انتهى.

وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ: وَرَفَعَ: الواو: حرف عطف، رَفَعَ: فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر جوازًا تقديره "هو"، أي: اللَّه تعالى. بَعْضَهُمْ: مفعول به، والهاء: في محل جرّ بالإضافة، والميم: حرف للجمع. دَرَجَاتٍ: وفيه الأوجه الآتية (?):

1 - مصدر واقع في موقع الحال، فهو منصوب بالكسرة عوضًا عن الفتحة لأنه جمع مؤنث سالم.

2 - حال على حذف مضاف، أي: ذوي درجات، أي: رفعهم على هذه الحالة.

3 - مفعول به ثان لـ "رَفَعَ" على تضمين الفعل معنى "بَلَّغ"، أي: بَلّغ بعضهم درجاتٍ.

4 - بدل اشتمال، من "بَعْضَهُمْ" أي: رفع درجات بعضهم، والمعنى على درجات بعض.

5 - مفعول مطلق، أو نائب عنه وهو الأرجح، والتقدير: رفع بعضهم رَفَعاتٍ، على أن الدرجة بمعنى الرفعة.

6 - منصوب على إسقاط الخافض، وهذا الخافض على، أو في، أو إلى، أي: على درجات، أو في درجات، أو إلى درجات، فلما حذف حرف الجر انتصب "دَرَجَاتٍ".

* والجملة:

1 - معطوفة على جملة "مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ" فلا محلّ لها من الإعراب.