فِي النَّارِ: جارّ ومجرور متعلِّق بفعل جملة الصِّلة المحذوفة، أي: من يوجد أو يستقرُّ في النار.
* وجملة "أَفَأَنْتَ. . ." فيها وجهان:
1 - معطوفة على جملة الاستفهام السَّابقة على تقدير "مَا" موصولًا، فالجملة لا محل لها.
2 - جملة جواب الشرط؛ فهي في محل جزم.
3 - أو هي (?) استئنافيَّة لا محل لها من الإعراب.
قال الهمذاني: "وقيل: الاستفهامان كل واحد منهما في موضعه، وداخل على كلام تام، والآية على كلامين، فالتقدير: أفمن حق عليه كلمة العذاب كمن يهديه الله، أو كمن نجا، فحذف [أي: الخبر]، ثم استأنف كلامًا آخر، فقال: أفأنت تنقذ من في النار، والاستفهام في موضعه، ومعناه النفي، أي: أنت لا تنقذ من في النار، أي: ليس إليك ذلك. . ." وذكر مثل هذا الوجه أبو السعود.
* * *
فائدة في الاستفهامَيْن:
قال الفرّاء (?):
"يقال: كيف اجتمع استفهامان في معنى واحد؟ يُقال: هذا مما يُراد به استفهام واحد، فيسبق الاستفهام إلى غير موضعه يُردُّ الاستفهام إلى موضعه الذي هوله.
وإنما المعنى - والله أعلم: أفأنت تنقذ من حَقّت عليه كلمة العذاب.
ومثله في غير الاستفهام قوله: "أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ" [المؤمنون/ 35]