وأصله يا أبي: منادى مضاف، فحذفت الياء، وأثبتت التاء، ولا تجتمعان؛ لأن التاء عوض عن ياء الإضافة. ونقل الجمل عن شيخه قوله (?): "والتاء: عوض عن ياء الإضافة، أي: فهي في محل جَرّ؛ لأن المعوَّض عنه كذلك".
وهذا إعراب غريب! فإن الياء: ضمير، والتاء حرف للتأنيث، فكيف يقع مثل هذا الإعراب؟ !
قال أبو حيان (?): "لما كان خطاب الأب: يا بنيّ على سبيل الترحم قال هو: يا أبتِ على سبيل التعظيم والتوقير".
افْعَلْ: فعل أمر. والفاعل ضمير تقديره "أنت".
مَا: فيها وجهان (?):
1 - اسم موصول بمعنى "الذي" في محل نصب مفعول به. والعائد مقدَّر، أي: ما تُؤمَر به. وهذا الوجه أَوْلَى من غيره.
2 - حرف مصدري. وهو وما بعده في تأويل مصدر في محل نصب مفعول به.
أي: افعل أمرك أو مأمورك.
تُؤْمَرُ: فعل مضارع مبني للمفعول. ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره "أنت". ومتعلِّق الفعل محذوف على ما قدَّرناه من قبل، أي: ما تُؤْمَر به.
قال الفراء (?): "ولم يقل "به" "كأنه أراد فعل الأمر الذي تُؤْمَرُه، ولو كانت "به" كان وجهًا جيّدًا، وفي قراءة عبد الله ". . . افعل ما أُمِرت به".
* جملة "قَالَ. . ." استئنافيَّة لا محل لها من الإعراب.