{هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا} [الأحزاب: 43].
هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ:
هُوَ: ضمير منفصل مبني في محلّ رفع مبتدأ. الَّذِي: اسم موصول مبني في محلّ رفع خبر.
يُصَلِّي: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضمة المقدّرة، والفاعل مستتر تقديره "هو". عَلَيْكُمْ: متعلّقان بـ"يُصَلِّي".
وَمَلَائِكَتُهُ: الواو: عاطفة، و"مَلَائِكَتُهُ" فيها ما يأتي (?):
1 - العطف على فاعل "يُصَلِّي" المستتر، وأغنى الفصل بالجار والمجرور عن تأكيد الضمير.
قال أبو السعود: "عَطْفٌ على المستكن في "يُصَلِّي" لمكان الفصل المغني عن التأكيد بالمنفصل، لكن لا على أن يراد بالصلاة الرحمة أولًا والاستغفار ثانيًا. . .، بل على أن يراد بهما معنى مجازي عام يكون كلا المعنيين فردًا حقيقيًا له، وهو الاعتناء بما فيه خيرهم وصلاح أمرهم، فإنّ كُلًّا من الرحمة والاستغفار فرد حقيقي له أو الترحم، والانعطاف المعنوي المأخوذ من الصلاة المشتملة على الانعطاف الصُّوري الذي هو الركوع والسجود، ولا ريب في أن استغفار الملائكة ودعاءهم للمؤمنين ترحُّم عليهم، وأما أن ذلك سبب للرحمة لكونهم مجابي الدعوة كما قيل، فاعتباره ينزع إلى الجمع بين المعنيين المتغايرين فتدبر". ومن ذلك: "إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ" (?).
2 - مبتدأ وخبره محذوف، أي: وملائكته يصلون.
ذكره السمين الحلبي، وقال: "إلا أن فيه بحثًا، وهو أنهم نصّوا على أنَّه