وهذا هو الوجه الأول. فهو فعل مضارع مبني للمفعول مجزوم بـ "لَا" وعلامة جزمه السكون، وحركت الراء بالفتح لالتقاء الساكنين:

الساكن الأول: الراء الأولى وقد سكنت للإدغام، والراء الأخيرة ساكنة بسبب الجزم، فلما وقع الإدغام حركت الراء المدغمة بالفتح (?).

قال ابن الأنباري: "وأصله: تضارَرُ، فاستثقلوا اجتماع حرفين من جنس واحد فسكنوا الأول وحركوا الثاني لالتقاء الساكنين؛ لأن الثاني كان ساكنًا للجزم، وأدغموا أحدهما في الآخر، وحُركّت بالفتح لِما بَيّنا".

وَالِدَةٌ: نائب الفاعل مرفوع.

الوجه الثاني: أن أصله: تضارِرْ بكسر الراء فهو فعل مبني للمعلوم. وَالِدَةٌ: فاعل مرفوع.

والمفعول محذوف، والتقدير: لا تضارِرْ والدةٌ بولدها أباه.

وإدغام الراء على هذه الصورة كالذي جرى في الصورة الأولى.

وعلى الوجه الثاني ذكروا في المفعول به ثلاثة أقوال (?):

1 - المفعول به محذوف، والتقدير: لا تضار والدةٌ زوجَها بسبب ولدها بما لا يقدِر عليه من رزقٍ وكسوة ونحو ذلك. . .

2 - ذهب الزمخشري إلى أن "تُضَارَّ" بمعنى تَضُرّ، وأن الباء من صلته، أي: لا تضرُّ والدة بولدها فلا تسيء غذاءه. . .

ويعني بقوله: من صلته، أي: تكون متعلّقة به، ومعديةً له إلى المفعول كـ "ذهبت بزيد. . . ".

3 - الباء مزيدة في بِوَلَدِهَا وأن ضارّ بمعنى ضَرّ، ويكون التقدير: لا تضرُّ والدةٌ وَلَدها بسوء غذائها.

بِوَلَدِهَا: تقدّم إعرابه في ثنايا البيان السابق. و (ها) في محل جَرٍّ بالإضافة.

* وجملة "لَا تُضَارَّ" استئنافيَّة لا محل لها من الإعراب.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015