قال أبو حيان: "والمقصود نفي الشركة والاستواء والخوف، وليس النفي منسحبًا على الجواب وما بعده فقط كأحد وجهي "ما تأتينا فتحدثنا" أي: ما تأتينا فتحدثنا بل تأتي ولا تحدث، بل هو على الوجه الآخر، أي: ما تأتينا فكيف تحدثنا، أي: ليس منك إتيان فلا يكون حديث، وكذلك هذا ليس لهم شريك فلا استواء ولا خوف".
2 - في محل نصب حال من المنويّ في "سَوَاءٌ"، أي: فأنتم فيه متساوون خائفون عبيدكم خيفة مثل خيفتكم الأحرار الذين هم أمثالكم إذا كان بينكم وبينهم شركة.
وأورد السمين الحلبي في دُرِّه معنى طيبًا للرازي يتلخص فيما يأتي (?):
إن بين المثل والممثّل به مشابهة ومخالفة، والمشابهة معلومة، أما المخالفة فمن وجوه:
1 - قوله "مِنْ أَنْفُسَكُمْ" أي: من نسلكم مع حقارة الأنفس وافتقارها، وقاس نفسه عليكم مع جلالها وعظيم قدرها.
2 - قوله "مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ"، أي: عبيدكم الذين تتصرفون فيهم بالبيع والعتق، فإذا لم يجز أن يشرككم مملوككم الذي هو مثلكم في الآدمية حالة الرقّ فكيف يشرك بالله تعالى مملوكه من جميع الوجوه المباين له بالكلية.
3 - قوله: "فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ" أي: هو ليس لكم حقيقة إنما لله سبحانه، فإذا لم يجز أن يشرككم فيما هو لكم من حيث الاسم فكيف يكون له تعالى شريك فيما له من جهة الحقيقة.
كَخِيفَتِكُمْ: 1 - الكاف اسم مبني في محل نصب مفعول مطلق صفة لمصدر محذوف، أي: خيفة مثل خيفتكم، و"خِيفَتِكُمْ" مضاف إليه مجرور.