وعلى هذا يكون "ثَلَاثَةَ" منصوبًا على الظرف؛ لأنه اسم عدد مضاف إلى الظرف (?). وهذا الإعراب هو الظاهر عند السمين وغيره.

2 - أن يكون "ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ" هو المفعول به، والتقدير: ينتظرن مُضِيّ ثلاثة قروء.

قُرُوءٍ: مضاف إليه مجرور.

* وجملة: "يَتَرَبَّصْنَ" في محل رفع خبر المبتدأ.

* وجملة: "الْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ" استئنافيَّة لا محل لها من الإعراب.

فائدة (?)

جاء العدد "ثَلَاثَةَ" وهو دال على القلة، وكذا كل ما كان من ثلاثة إلى عشرة، والأصل أن يجيء مُمَيّز هذه الأعداد جمع قلة. وجاء في الآية "قُرُوءٍ" وهو جمع كثرة، ثم إن جمع القلة "أقراء" مستعمل، فما العلة من جعل مُمَيَّز الثلاثة جمع كثرة؟

قالوا ما يأتي:

1 - لما جَمَع المطلقات جَمَعَ القروء؛ لأنّ كل مطلّقة تتربَّصُّ ثلاثة أقراء صارت الأقراء كثيرة بهذا الاعتبار فجمع القُرْء على قروء.

2 - من باب الاتساع ووضع أحد الجمعين مكان الآخر.

3 - قروء جمع قَرْء، بفتح القاف، ولو جُمع على "أقراء" لجاء على غير القياس؛ لأن "أَفْعالًا" لا يَطَّرِدُ في "فَعْل" بفتح الفاء.

4 - ذهب المبرد إلى أن التقدير: ثلاثةً من قروء، فحذف "من".

وقال العكبري: "وقيل: التقدير ثلاثة أقراء من قروء".

قال السمين: "وهذا مذهب المبرد بعينه، وإنما فَسّر معناه وأوضحه". قلت: وما ذكره العكبري سبق مثله عند الهمذاني.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015