بأن هذا يوجب أن يكون القتال في الشهر الحرام كفرًا، وأن ما بعده أكبر من الكفر.
وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ: الواو: حرف عطف. الْمَسْجِدِ: فيه ما يأتي (?):
1 - عطف على "سَبِيلِ" أي: وصَدٌّ عن سبيل اللَّه وعن المسجد. وهو قول المبرد والزمخشري، وهو الصحيح عند ابن عطية.
ورُدّ هذا بأنه يؤدي إلى الفصل بين أبعاض الصلة بأجنبي تقديره أن "صَدٌّ" مصدر مقدّر بأن والفعل، وأن: موصول، وَالْمَسْجِدِ: عطف على "سَبِيلِ"، فهو من تمام صلته، وقد فُصِل بينهما بأجنبي، وهو "وَكُفْرٌ بِهِ". ومعنى كونه أجنبيًا أنه لا تعلّق له بالصلة.
2 - مجرور لأنه عطف على الهاء في "بِهِ" وهذا مذهب الكوفيين، وأما البصريون فيشترطون في العطف على الضمير المجرور إعادة الخافض إلا في ضرورة، وعلى هذا فهذا الوجه عندهم فاسد.
3 - ذهب الفراء إلى أنه معطوف على "الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ"، أي: يسألونك عن الشهر الحرام وعن المسجد الحرام.
قال أبو البقاء: "وقد ضُعّف ذلك بأن القوم لم يسألوا عن المسجد الحرام؛ إذ لم يشكّوا في تعظيمه، وإنما سألوا عن القتال في الشهر الحرام؛ لأنه وقع منهم ولم يشعروا بدخوله فخافوا من الإثم. . . ".
4 - أن يتعلق بفعل محذوف، وقد دَلَّ عليه المصدر، والتقدير: ويصدون عن المسجد الحرام.
قال أبو البقاء: "والجيّد أن يكون متعلّقًا بفعل محذوف. . . ".
قال السمين: "قاله أبو البقاء، وجعله جيدًا، وهذا غير جيد؛ لأنه يلزم منه حذف حرف الجر وإبقاء عمله، ولا يجوز ذلك إلا في صور ليس ذا