{وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ (54)} (?)

وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ:

وَلُوطًا: في نصبه ثلاثة أقوال:

أحدها: أنه معطوف على "صَالِحًا" عطف قصة على قصة، فتقديره: وأرسلنا لوطًا، ويشهد لذلك قوله: "وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى ثَمُودَ ... " وعلى ذلك يكون داخلًا في حيِّز القسم.

والثاني: أنه معطوف على قوله: "الَّذِينَ آمَنُوا". ويشهد لذلك قوله: "وَأَنْجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا"، فتقديره: وأنجينا لوطًا. وقال أبو السعود: "وهو بعيد".

والثالث: أنه منصوب بفعل مضمر وتقديره واذكر ...

وللشهاب تعليق جيد على وجه العطف هنا، قال: "هو على الوجهين من عطف قصة على قصة، ولم يجعله [يعني البيضاوي] معطوفًا على "صَالِحًا"؛ لأن صالحًا بدل أو عطف بيان لـ "أَخَاهُمْ". وقد قيّد بقيد مقدّم عليه، وهو "إِلَى ثَمُودَ"، وهو متعيّن إذا تقدّم القيد بخلافِ ما لَو تأخَّر كما صرحوا به ... وأما عطفه على "الَّذِينَ آمَنُوا"، وإن كان لا محذور فيه، إلا أنه لا يناسب أساليب سرد القصص من عطف إحدى القصتين على الأخرى، لا على تتمة الأولى ودليلها كما لا يخفى".

إِذْ: مبني في محل نصب. ويكون نصبه على أنه بدل اشتمال من "لُوطًا" إذا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015