فيه المخاطبون في اللفظ والمعنى"، وإلى مثل ذلك ذهب الفراء فقال: ألا ترى أنك تقول: قوموا نذهب إلى فلان؛ لأنه أمرهم وهو معهم في الفعل؛ فالنون أعجب الوجوه إليَّ".
والثاني: أن "تَقَاسَمُوا" فعل ماض، والواو: في محل رفع فاعل.
وجملة: "تَقَاسَمُوا" في محلها من الإعراب وجهان:
أحدهما: أنها تفسيرية لقوله: "قَالُوا" كأنه قيل: ماذا قالوا؟ فقيل: تقاسموا بالله.
والثاني: أن تكون في محل نصب على الحال، بإضمار (قد)، وتقديره: قالوا متقاسمين. وإلى ذلك ذهب الزمخشري.
ولأبي حيان اعتراضان على كلام الزمخشري:
أحدهما: لفظي، وهو تعبيره عن الحال بقوله: (خبرًا).
والثاني: في إيجابه إضمار (قد) في الحال مع الماضي. فقال: "لا يحتاج إلى إضمار، فقد كثر وقوع الماضي حالًا بغير (قد) كثرة ينبغي القياس عليها".
وقد ردَّ السمين كلا الاعتراضين ببيان مقصود الزمخشري من قوله (خبرًا)، وبأن اشتراط (قد) هنا هو مذهب الجمهور.
بِاللَّهِ: جارّ ومجرور. وهو متعلّق بـ "تَقَاسَمُوا" إذا أعربته فعل أمر، وليس داخلًا في مقول القول وهو "لَنُبَيِّتَنَّهُ ... ". أمّا إذا أعربته فعلًا ماضيًا فيجوز أن يتعلّق بـ "إِلَى" ولا يدخل في مقول القول كالسابق، كما يجوز أن يتعلَّق بفعل قسم محذوف؛ ويكون تقديره: (قالوا متقاسمين: نحلف بالله لَنُبَيِّتَنَّهُ ... ".
لَنُبَيِّتَنَّهُ: اللام: للقسم. نُبَيِّتَنَّهُ: فعل مضارع مرفوع. وقد حذفت نون الرفع لتوالي الأمثال. وحذفت واو الجماعة التي هي فاعله لالتقاء الساكنين: سكون الواو وسكون النون الثانية المدغمة. وبقيت الضمّة على التاء دلالة على الواو المحذوفة. والنون المثقلة: للتوكيد. والهاء: في محل نصب مفعول به.