* وجملة: "رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ" استئنافية، وهي جواب سؤال مقدّر.
وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ:
الواو: للحال. أَسْلَمْتُ: فعل ماض. والتاء: في محل رفع فاعل.
مَعَ: ظرف منصوب، وهو متعلِّق بمحذوف حال من التاء، والمعنى: تابعة لسليمان مُقْتديةٌ به. ولا يجوز إعرابه ظرفًا متعلّقًا بـ "وَأَسْلَمْتُ"؛ لئلا يُتَوَهَّم من ذلك اتحاد إسلامهما في الزمن. قال السمين: "وهو وجهٌ لطيف".
سُلَيْمَانَ: مضاف إليه مجرور، وعلامة جرّه الفتحة. لِلَّهِ: جارّ ومجرور، وهو متعلّق بـ "أَسْلَمْتُ". رَبِّ: مجرور على أنه نعت للفظ الجلالة أو بدل منه.
الْعَالَمِينَ: مجرور بالإضافة، وعلامة جرّه (الياء)، إلحاقًا بجمع المذكر السالم.
* وجملة: "وَأَسْلَمْتُ ... " في محل نصب على الحال من (التاء) في "ظَلَمْتُ"، و (قد) مقدّرة عند من يوجب ذلك.
وقد اختلف المعربون في "مَعَ" أهي ظرف أو حرف جرّ.
ونجتزئ من أقوالهم بما يلخص الخلاف:
قال النحاس: "إذا سُكِّنت "مَعَ" فهي حرف جاء لمعنى، بلا اختلاف بين النحويين. وإذا فتحتها ففيها قولان: أحدهما: أنها بمعنى الظرف اسم، والآخر أنها حرف خافض مبني على الفتح". وإلى مثل ذلك ذهب طائفة، منهم الفارسي وابن الأنباري وابن عطية ومكي.
أما أبو حيان فقال: "والصحيح أنها ظرف، فُتِحت العين أو سُكِّنَتْ. وليس التسكين مخصوصًا بالشعر كما زعم بعضهم. بل ذلك لغة لبعض العرب. والظرف فيها مجاز، وإنما هو اسم يدلُّ على معنى الصحبة".