ذكروه من علمهم بإسلامها وانقيادها وتصديقها بالمعجزات. وذلك المطويُّ هو المعطوف عليه، وليس الدال على ذلك قولها: "كَأَنَّهُ هُوَ"، بَل جَعْلُ علمهم وإسلامهم قبلها فإنه يومئ إلى ما ذكر. فتدبَّر؛ فإن هذا المقام مما زلت فيه الأقدام". وممن رجّح هذا الوجه ابن عطية والشوكاني والجمل. أما أبو السعود، فقد ذهب مذهبًا مخالفًا، إذ رجَّحَ أنه من كلام بلقيس، ونعت الوجه الآخر بأنه "مما لا يخفى ما فيه من البُعد والتعسّف".
- وعلى ذلك يكون قوله: "وأُوِتينَا العِلمَ ... " ومعطوفه في محل نصب إذا جعلته من تمام كلام بلقيس، ومعطوف على مقدّر محذوف لا محل له من الإعراب إذا كان من قول ملأ سليمان أو سليمان وحده. ولكونه مقول قول مضمر على هذا الوجه؛ فهو في محل نصب أيضًا بهذا الاعتبار.
{وَصَدَّهَا مَا كَانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِنْ قَوْمٍ كَافِرِينَ (43)}
وَصَدَّهَا مَا كَانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ:
وَصَدَّهَا: الواو: للاستئناف أو العطف، وأجاز بعضهم أن تكون للحال، ويأتي بيانه. صَدَّهَا: فعل ماض. والهاء: في محل نصب مفعول به. وفي فاعله أقوال يتفرع عليها إعراب ما بعده، وحاصل الأقوال فيما يأتي:
الأول - مَا كَانَت تَعْبُدُ: مَا: موصول في محل رفع فاعل الصدّ. ويقصد به الشمس أو الشيطان، والإسناد فيه مجازي، أو هو ما رأت من المعجزات والخوارق.
كَانَت: فعل ماض ناسخ. والتاء: للتأنيث. واسمه ضمير مستتر تقديره (هي)