قال أبو حيان: "الظاهر أتهتدي لمعرفة عرشها، أو تهتدي للجواب المصيب إذا سئلت عنه، أو تهتدي للإيمان بنبوة سليمان". والتقدير الأخير مرَّضه البيضاوي والشهاب؛ لأن تنكير العرش لا يظهر مُدَخِلَّيتَهُ في الإيمان.
أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ:
أَم: عاطفة متصلة. تَكُونُ: مضارع ناسخ مرفوع. واسمه ضمير مستتر تقديره (هي). مِنَ الَّذِينَ: جارّ، والموصول في محل جز به. وهو متعلّق بمحذوف خبر (الكون). لَا: نافية مهملة. يَهتَدُونَ: مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون.
* وجملة: "لَا يَهتَدُونَ" صلة "الَّذِينَ"، لا محل لها من الإعراب.
* وقوله: "أَتَهتَدِي ... " معلّق لـ نَنظُرْ"، فهو في محل نصب، مفعول له، إذ هو بمعنى (نعلم).
* وجملة: "تَكُونُ ... " في محل نصب، عطفًا على "أَتَهتَدِي".
{فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ (42)} (?)
فَلَمَّا جَاءَتْ:
الفاء: فصيحة، وفي الكلام حذف. قال أبو حيان: "أي: فَنَكِّروا لها عرشها، ونظروا: ما جوابها إذا سئلت". وظاهر كلام أبي السعود أن الفاء للاستئناف، وما بعدها شروع في حكاية التجربة التي قصدها سليمان.
لَمَّا: حرف شرط غير جازم أو ظرف في محل نصب فيه معنى الشرط.
جَاءَت: فعل ماض، والتاء: للتأنيث. وفاعله ضمير مستتر تقديره (هي) عائد على بلقيس.