وقال السمين: "في"أَلَّا يسَجُدُوا"، وقد تقدّم، أن الظاهر أنه من كلام الهدهد مطلقًا. وكذلك الخلاف في قوله: "اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ... " هل هو من كلام الهدهد استدراكًا منه لمّا وصف عرش بلقيس بالعِظَم؟ أو من كلام الله تعالى ردًّا عليه في وصفه عرشها بالعظم؟
* فقوله: "اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ... " هو في محل نصب لوقوعه في حيِّز القول منسوبًا إلى الهدهد، أو لا محل له من الإعراب على أنه استئناف مقرر لمضمون ما تقدَّم إذا كان من كلام الله تعالى.
{قَالَ سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (27)} (?)
قَالَ: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر عائد على سليمان عليه السلام.
سَنَنُظُرُ: السين: حرف تنفيس. نَنظُرُ: مضارع مرفوع، وهو بمعنى التأمّل والتفكر، والأصل فيه أن يتعدّى بـ "في".
أَصَدَقتَ: الهمزة: للاستفهام. صَدَقْتَ: فعل ماض، والتاء: في محل رفع فاعل. أَمْ: هي المتصلة العاطفة. كنُتَ: فعل ماض ناسخ. والتاء: في محل رفع، اسمه. مِنَ الكَاذِبِينَ: جارّ ومجرور، وعلامة الجرّ (الياء). وهو متعلق بمحذوف خبر (الكون).
* وجملة: "أَصَدَقتَ" والمعطوفة عليها في مَحَلِّ نصب على نزع الخافض.
والاستفهام معلِّق لعمل الفعل قبله.
وقد عَدَل النظم الكريم عن المعادلة بقوله: (أم كَذَبْتَ) إلى "أَمْ كنُتَ مِنَ الكَاذِبِينَ"؛ "للإيذان بأن كذبه في هذه الحالة يستلزم انتظامه في سلك الموسومين بالكِذَاب الراسخين فيه". قاله أبو السعود. وفي حاشية الشهاب: التغيير للمبالغة والمحافظة على الفواصل.