والثالث: أن المحذوف ظرف للمكان، أي: مكانًا غير بعيد.
وقد جاء هذا عند غير واحد بصيغة التمريض ولم يذكره مكي. وعلى القولين الثاني والثالث يكون "غَيْرَ" نائبًا عن الظرف. بعَيدٍ: مجرور بالإضافة.
فَقَالَ أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ:
فقال: الفاء: للعطف. قال: فعل ماض. وفاعله ضمير مستتر تقديره (هو) عائد إلى الهدهد. أَحَطتُ: فعل ماض. والتاء: في محل رفع فاعل.
بِمَا: الباء للجرّ. ومَا: موصول في محل جرّ به، وهو متعلق بـ "أَحَطتُ".
لَم: حرف نفي وجزم وقلب. تُحِط: فعل مضارع مجزوم. وفاعله مستتر تقديره (أنت). والجارّ متعلق بـ "تُحِط".
وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ:
الواو: للعطف. جِئْتُكَ: فعل ماض، والتاء: في محل رفع فاعل.
والكاف: في محل نصب مفعول به.
مِن سَبَإِ: جارّ ومجرور، وعلامة الجر فيه الكسرة. قيل: هو اسم للحي أو للمكان، أو الأب الأقصى. ولهذا صرف. وقال الزجاج: "الأسماء حقها الصرف؛ فإذا لم يُعْلم الاسم للمذكر هو أو للمؤنث فحقه الصرف، حتى يُعلَم أنه لا ينصرف؛ لأن أصل الأسماء الصرف". والجارّ فيه متعلق بـ "جِئْتُكَ".
بِنبَإٍ: جارّ ومجرور. متعلق بـ "جِئْتُكَ" أيضًا. {يَقِينٍ}: صفة مجرورة. وهو إما من قبيل الوصف بالمصدر على المبالغة، وإما على حذف مضاف، أي: ذي يقين.
- وقوله: "أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ ... " وما عطف عليه في محل نصب مقول القول.
- وقوله: "فَقَالَ أَحَطتُ ... " معطوف على "فَمَكَثَ"؛ فلا محل له من الإعراب.
- وفي قوله: "مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ" ضَرْبٌ من البديع في تسميته أقوال، منها التجانس والترديد والتصدير وتجنيس التَّصريف. وقال الزمخشري: "جاء هنا زائدًا