ويجوز أن يكون من "أبان" المتعدي، ومتعلقه محذوف؛ أي: مُبين سبب غيابه. أو من اللازم بمعنى بيِّن واضح.
* والجملتان "لَأَذْبَحَنَّهُ" و"لَيَأْتِيَنِّي" كلتاهما معطوفة على "لَأُعَذِّبَنَّهُ"؛ فلا محل لهما من الإعراب.
وفي هذا العطف يقول الهمداني: "لَأُعَذِّبَنَّهُ" جواب قسم محذوف و "أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ" معطوف عليه لفظًا وحكمًا. وأما "أَوْ لَيَأْتِيَنِّي" فليس بداخل في جواب القسم، وإنما جرى على ما قبله على باب المجازاة، على معنى: إن أتى بالحجة لم يكن تعذيب ولا ذبح، وإن لم يأت بها كان أحدهما، لا لأنه مثله وداخل في حكمه. فاعرفه فإنه موضع لطيف. ومن قال غير هذا فهو غالط مُخالَطٌ في كلامه".
{فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (22)} (?)
فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ:
الفاء: فصيحة، عاطفة على مقدر، أي: فجاء فمكث.
مَكَثَ: فعل ماض. وفاعله ضمير مستتر تقديره (هو). والظاهر أنه عائد إلى الهدهد. وقيل: إلى سليمان عليه السلام.
غَيْرَ: صفة منصوبة لمحذوف، وفي تقدير المحذوف أوجه:
أحدها: أنه مصدر، أي: مُكْثًا غير بعيد. فهو نائب عن المفعول المطلق.
والثاني: أن المحذوف ظرف للزمان؛ أي: زمانًا غير بعيد.