* وجملة: "إِنِّي لَا يَخَافُ ... " تعليل لما تقدمها؛ فلا محل لها من الإعراب.

وهي داخلة في حيِّز القول، فلها ما له من محل إعرابي بهذا الاعتبار بحسب ما سبق تفصيله.

{إِلَّا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ (11)} (?)

إلَّا: أداة استثناء. وفي نوع الاستثناء قولان؛ الانقطاع والاتصال. ويتوقف إعراب "مَن ظَلَمَ ... " وما بعده على نوع الاستثناء، وفيه ما يأتي:

الأول: أنه استثناء منقطع ليس من جنس الأول؛ لأن الأنبياء معصومون من المعاصي. وإلى هذا ذهب الزجاج والزمخشري، قال: هو على معنى (لكنْ). وعلى هذا يكون "مَن": في محل نصب فقط على لغة الحجاز، ويجوز أن يكون في محل نصب على الاستثناء، أو في محل رفع على الإبدال من ضمير الفاعل قبله على اللغة التميمية. قال الزمخشري: ""إِلَّا" بمعنى (لكن)؛ لأنه لما أطلق نفي الخوف عن الرسل، كان ذلك مظنّة لطروّ الشبهة، فاستدرك ذلك. والمعنى: ولكن من ظلم منهم، أي: فرطت منه صغيرة مما يجوز على الأنبياء كالذي فرط من آدم ويونس وداود وسليمان وإخوة يوسف، ومن موسى بوكزه القبطي. ويوشك أن يقصد بهذا التعريض بما وُجِد من موسى، وهو من التعريضات التي يلطف مأخذها. وسمّاه ظلمًا كما قال موسى: "رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي" [القصص/ 16] ". أما ابن عطية فذكر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015