والثاني: أنه "أَن بُورِكَ ... ".
والثالث: أنه مصدر مقدّر من الفعل، أي: نودي النداءُ "أَن بُورِكَ ... ".
ويختلف الإعراب في سائر الآية تبعًا لتقدير نائب الفاعل. وبيان ذلك فيما يأتي:
أولًا - باعتبار أن نائب الفاعل ضمير عائد إلى "مُوسَى" عليه السلام، وفي إعرابه أقوال:
1 - أَن: حرف تفسير بمعنى (أيْ) للفعل "نُودِيَ"، وشرطه متحقق؛ لأن "نُودِيَ" فيه معنى القول دون حروفه. بُورِكَ: فعل ماض مبني للمفعول. مَن: موصول في محل رفع نائب فاعل؛ لأن (بارك) يتعدّى بنفسه كما يتعدَّى بـ (في) و (اللام) و (على). وفي المراد بـ "مَن" كلام يأتي.
فِي النَّارِ: جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف، وهو صلة "مَن" لا محل له من الإعراب. وقد اقتصر عليه الزمخشري.
* وجملة: "بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ" على هذا تفسيرية لا محل لها من الإعراب.
2 - أَن: هي المصدرية الناصبة للمضارع، وقد دخلت هنا على الماضي.
أَن بُورِكَ: مصدر مؤول في محل نصب على إسقاط الجارّ، وتقديره: (بأن بُورِك .. )، أو هو في محل جرّ على إسقاط الجارّ، وإبقاء عمله.
3 - أَن: مخففة من الثقيلة. واسمها ضمير الشأن المضمر، وتقديِره: على هذا: (بأنه بورك .. ).
* وجملة: "بُورِكَ ... " في محل رفع خبر عن "أَن".
- ويجوز في جملة "بُورِكَ ... " أن تكون خبرية أو إنشائية للدعاء؛ فمن جعلها خبرية كالزمخشري منع أن تكون "أَن" مخففة من الثقيلة من غير تعويض عن تخفيفها بـ (قد) ونحوه.
قال الزمخشري: "هل يجوز أن تكون المخففة من الثقيلة، والتقدير: (بأنَّه بورك)، والضمير ضمير الشأن والقصة؟ قلت: لا؛ لأنه لا بد من (قد). فإن قلت: