مبتدأ. بِالْآخِرَةِ: جارّ ومجرور، متعلّق بـ "يُوقِنُونَ". هُم: توكيد لفظي للمبتدأ فهو في محل رفع. يُوقِنُونَ: مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون، والواو: في محل رفع فاعل.
* وجملة: "يُوقِنُونَ" في محل رفع خبر عن "هُم" الأولى.
- وفي محل الجملة من الإعراب أقوال:
أحدها: أن (الواو) للعطف، والجملة معطوفة على ما قبلها داخلة في حيّز الصّلة. وجعل السمين المغايرة بين الصلتين بعطف الاسمية على الفعليتين مرادًا بها معنى، وهو أنه لما كان إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة مما يتكرر ويتجدد، أتى بالصلتين جملة فعلية، فقال: يقيمون ويؤتون. ولما كان الإيقان بالآخرة أمرًا ثابتًا مطلوبًا دوامه أتى بالصلة جملة اسمية، مكررًا فيها المسند إليه، مقدِّمًا منها الموقن به الدال على الاختصاص؛ ليدل على الثبات والاستقرار، وجاء بخبر المبتدأ في هذه الجملة فعلًا مضارعًا؛ دلالة على أن ذلك متجدّد كل وقت غير منقطع.
الثاني: أنها في محل نصب على الحال، وضعَّفه الشهاب؛ لأن الحال قيد، وهو بيان لاتصاله بما قبله.
الثالث: أنها جملة مستأنفة غير داخلة في حيِّز الموصول فلا محل لها من الإعراب. قاله الزمخشري. وزاد: "وتكون الجملة اعتراضية". وقد تابع أبو السعود أبا القاسم في رأيه، وقدّم هذا الوجه على غيره.
وعلّق السمين على ذلك فقال: "وتسمية هذا اعتراضًا يعني من حيث المعنى وسياق الكلام. وإلا، فالاعتراض في الاصطلاح إنما يكون بين متلازمين من مبتدأ وخبر، وشرط وجزاء، وقسم وجوابه، وتابع ومتبوع، وصلة وموصول. وليس هنا شيء من ذلك".
وانتصف الشهاب للزمخشري من السمين، فقال: "قوله جملة اعتراضية هو