* والجملة استئناف مسوق جوابًا عن سؤال مقدّر. كأنه قال أؤنبئكم؟ فقالوا: أَنبئنا. قال: تنزل على كل أفّاك؛ فلا محل للجملة من الإعراب.
{يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ (223)} (?)
يُلْقُونَ السَّمْعَ:
يُلقُونَ: مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون. والواو: في محل رفع فاعل.
السَّمْعَ: مفعول به منصوب.
وفي مرجع ضمير الفاعل من "يُلقُونَ" أقوال:
أحدها: أنه عائد إلى "الشَّياطِينُ"، ويجوز أن يعود إلى "كُلِّ أَفَّاكٍ أثيمٍ". فالمعنى إذا أريد بهم الشياطين هو إلقاء السمع أي: المسموع من الملأ الأعلى إلى أوليائهم الذين يتنزلون عليهم. وإذا أريد بهم الأفّاكون فالمعنى أنَّهم يُلْقُون السمع إلى شياطينهم بما تتنزل عليهم به.
* وجملة: "يُلقُونَ السَّمعَ ... " في محلها من الإعراب أقوال:
أحدها: أنها في محل جر صفة ثانية لـ "أَفاكٍ". وجُمِعَ الضمير لأن "كُلِّ أَفَّاكٍ" فيه عموم، وتحته أفراد. ولم يذكره الهمداني دون الوجهين الآخرين.
الثاني: أنها استئناف إخبار؛ فلا محل لها من الإعراب. قال الزمخشري: كأن قائلًا قال: لِمَ تَنَزَّلُ على الأفّاكين؟ فقيل: يفعلون كيت وكيت.
الثالث: أنها في محل نصب على الحال من "يُلقُونَ"، وتقديره: تَنَزَّلُ ملقين السمع. ولم يذكر العكبري غيره. أما البيضاوي فلم يلتفت إلى هذا الوجه لعدم المقارنة.