* وجملة الاستفهام "عَلَى مَن تَنزلُ الشَّيَاطِين" معلّقة لفعل التنبئة عن العمل، فهي سادة مسد المفعول الثاني إذا عدّيت الفعل إلى اثنين، ومَسَدَّ الثاني والثالث إذا عدّيته إلى ثلاثة. والجملة على هذا في محل نصب. وهو استفهام توقيف وتقرير.
قال أبو حيان: "الاستفهام إذا علّق عن العمل لا يبقى على حقيقة الاستفهام وهو الاستعلام، بل يؤول معناه إلى الخبر".
عَلَى مَن تَنزلُ الشَّيَاطِينُ:
عَلَى: للجرّ. من: اسم استفهام في محل جر بـ "عَلَى". تَنَزَّلُ: مضارع مرفوع، وقد حذفت إحدى تاءيه. الشَياطِينُ: فاعل مرفوع.
قال الزمخشري: فإن قلت: كيف دخل حرف الجرّ على "من" المتضمنة معنى الاستفهام، والاستفهام له صدر الكلام .. قلت: معناه أن الأصل: (أَمَنْ ... ) فحذف حرف الاستفهام، واستمر الاستفهام على وجهه. فإذا أدخلت حرف الجرّ على "مَن" فقدِّر الهمزة قبل حرف الجر في ضميرك، كأنك تقول: أعلى من تنزّلُ الشياطين.
* وجملة: "هَل أُنبئكم ... " "استئناف مسوق لبيان استحالة تَنَزُّلِ الشياطين عليه - صلى الله عليه وسلم -" قاله أبو السعود. وقال ابن عطية: "معنى الاستفهام: قل لهم يا محمد هل أخبركم ... "، وعلى ذلك لا محل للجملة من الإعراب.
{تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (222)}
تَنَزَّلُ: مضارع مرفوع، وفاعله مستتر تقديره (هي) عائد على "الشياطين". وقد حذف إحدى تاءي الفعل. عَلى كُلِّ: جار ومجرور، وهو متعلق بـ "تَنَزَّلُ".
أَفَّاكٍ: مجرور بالإضافة. أَثيم: نعت مجرور.
قال الشهاب: "والحصر [يعني في الآية] مستفاد من السياق، أو من مفهوم المخالفة المعتبر عند الشافعية، أو من التخصيص في معرض البيان.