- وجواب الشرط محذوف دلَّ عليه قوله: "مَا أَغنَى عَنهُم ... " [الآية/ 207].

والكلام في الآية معلَّق، ويأتي القول على تمام إعرابه في الآية 207، لاحقًا بإذن الله.

{ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ (206)} (?)

ثُمَّ: للعطف. جَاءهُم: فعل ماض في محل جزم، عطفًا على قوله: "متَّعناهُم". والضمير: في محل نصب مفعول به.

ما كانوا يُوعَدون:

ما: موصول تنازعه فعلان هما: "أَفَرأيتَ" و"جَاءهُم". والعمل للثاني عند البصريين وللأول عند الكوفيين على ما هو مشهور في باب التنازع. وعلى ذلك يكون ثمة وجهان في "ما":

أولهما: أن يكون في محل رفع فاعلًا لـ "جَاءهُم".

والثاني: أن يكون في محل نصب بـ "أَفَرأيتَ".

قال السمين: "فإن أَعْمَلْت الثاني [يعني "جَاءهُم"، رفعت به "ما كانوا" فاعلًا به. ومفعول (أرأيت) الأول ضميره [يعني الضمير العائد على "ما كانوا يُوعَدُون"] ولكنه حذف. والمفعول الثاني هو الجملة الاستفهامية: "مَا أَغنَى عَنهُم ما كانُوا يُمَتَّعُون" [الآية 207]. ولا بد من رابط بين هذه الجملة وبين المفعول الأول المحذوف، وهو مقدّر، تقديره: (أفرأيت ما كانوا يوعدون ما أغنى عنهم تمتعهم حين حل؟ )، ودل على ذلك بقية الكلام (?).

وإن أَعْمَلت الأول نَصَبْتَ "ما كانوا يُوعَدُون" وأضمرت في "جَاءهُم" ضميره فاعلًا به، والجملة الاستفهامية مفعول ثان أيضًا، والعائد مقدّر على ما تقرر في الوجه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015